وجهة نظر | هذا اليورو هو الأقوى...نقطة على السطر

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

Getty images



لطالما كان اليورو الأوروبي أحد أهم
وأقوى المحطات الرياضية التي ينتظرها المشاهدين في العالم ككل وليس في
أوروبا لوحدها، فالمستوى العالي للمنتخبات المشاركة به والأسماء العملاقة
التي تزين سمائه كل أربع سنوات تشكل جاذباً لجميع عشاق كرة القدم لتتلهف
لمتابعة مبارياته وأخباره، فكل
منتخب من المشاركين بالبطولة الأوروبية يمتلك قواعد جماهيرية تتخطى حدود
القارة العجوز مما يجعل من المنافسة و الندية والأجواء المكهربة في زمن
اليورو تعمُ كل بقاع المسكونة، لكن على الرغم من هذه الاسباب التي دائماً
ما كانت تجعل من هذه البطولة حدثاً رياضياً فريداً من نوعه تبرز
حالياً مجموعة أخرى من العوامل تجعل من هذا اليورو بالذات النسخة الأقوى
والأكثر جماهيريةً بين كل من سبقوها وهذه العوامل تتلخص بالتالي:


اقرأ أيضاً

• [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
  

المنتخبات الأوروبية لم تكن قط اقوى من ما هي عليه اليوم(يعني بشكلٍ عام واجمالي):

دائماً ما كان القول المأثور بأن اليورو ينقصه فقط[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
مشاركة البرازيل والأرجنتين ليصبح بمثابة كأس العالم، وهذا قول مبرر وصحيح
نظراً لقوة وثقل المنتخبين اللاتينيين بما يمتلكاه من نجوم وتاريخ كبير
جداً، وصحيح أيضاً ان الأرجنتين واالبرازيل ما يزالان يمتلكان
النجوم(خصوصأً الأرجنتين حالياً
التي تمتلك ميسي أفضل لاعب بالعالم لثلاث سنوات متتالية حسب الفيفا) وما
زالا من أقوى المنتخبات العالمية، لكن الحق يقال أن قوة المنتخبين
لم تعد كما في السابق وهذا ما ظهر واضحاً في نسختي كأس العالم الأخيرتين
حيث لم ينجح اي منهما ببلوغ الدور نصف النهائي في ظاهرة لم تحدث من قبل(لم يحدث أن لم يتأهل أي من المنتخبين لنصف النهائي ببطولتين متتاليتين لكأس العالم).

قد
يجادل البعض بأن الأوروجواي كانت قد كسرت احتكار الأوروبيين وبلغت هذا
الدور بكأس العالم الماضية لكن بطبيعة الحال لا يمكن تشبيه قوة وقدرات
الأوروجواي بالبرازيل والأرجنتين،
وهي بالطبع وحتى مع فوزها بكوبا أميريكا الأخيرة فهي تظل إلى الآن القوة
الثالثة في جنوب القارة الأميريكية خلف العملاقين الأصفر والأزرق، وهذا
الأمر(عدم قدرة البرازبل والأرجنتين على بلوغ نصف النهائي العالمي لدورتين
متتاليتين) هو دليل على قوة وعلو كعب المنتخبات الأوربية على الصعيد العالمي حالياً، وصحيح أن تواجد المتخبين الجنوب أميركيين كان سيضفي بالطبع نكهةً وقوةً إضافيتيين بالبطولة، ولكن نسبة افتقاد اليورو لهما لم يعد كما في السابق.

فالعديد من الفرق الأوروبية تمر حالياً بمراحل [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]ذهبية من تاريخها،
نبدأ بحامل اللقب الإسباني الذي وبدون أي شرح مطول يمكن الجزم بأن فرقته
الحالية هي الأقوى بكامل تاريخه مما تضمه من أسماء أسطورية رهيبة قلَما
تجتمع بفريق واحد، وألمانيا هي الأخرى تحظى بأحد أجيالهاالتاريحية
المميزة التي وإن كان لم يفز حتى الآن بأي بطولة إلى الآن إلا أن الجميع
بدأ بمقارنته بجيل السبعينات الرهيب، وبنفس الطريقة يمكن التكلم عن هولندا
التي ورغم إخفاقها الأوروبي إلا أنها من عامين فقط وبنفس الأسماء هزمت
البرازيل والأوروجواي في طريقها للعب نهائي كأس
العالم، وحتى الطليان وبرغم مشاكل السيري آ إلا أنهم ظهروا أقوياء جداً
بالبطولة، كما أن البرتغال أيضاً تمر بمرحلة ذهبية حيث تمتلك الأسطورة
رونالدو ومعه زميليه بالريال بيبي وكوانتراو بالإضافة إلى لاعب المانشستر
ناني وهدف اليونايتد الصيفي المبدع ماوتينهو.

وفرنسا ورغم
أن جيلها الحالي ليس بقوة جيلي بلاتيني وزيدان إلا أنها قدمت أجمل
بطولاتها بفترة ما بعد زيزو ولنبتعد عن المنتخبات الكبرى فحتى باقي الفرق
كانت موجودة وبقوة بالحديث الأوروبي فشاهدنا كرواتيا بأبهى حللها وروسيا
قوية جداً رغم صدمة الخروج المبكر أمام اليونان وحتى السويد بأداء مميز رفقة زلاتان.

ترسانة نجوم اليورو الحالي كبيرة وكبيرة جداً:

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]بحكم التقاليد الكروية الكبيرة جداً في أوروبا فدائماًما كان اليورو يعج بالنجوم الكبيرة، لكن مجدداً فهذا اليورو بالذات قد ينفرد بلقب صاحب أكبر عدد من النجوم بين نظيراته السابقة، فصحيح أن مسرح اليورو اتسع من قبل لأسماء بحجم بينكنباور، مولر، كرويف، بلاتيني، فان باستن، رود خوليت،
باريزي ،لاودروب، مالديني، ديل بييرو، توتي، هنري وزيدان إلا أن هذه
النجوم لعب كل منها بعصر وبمرحلة وقليلاً ما كان يجتمع أكثر من إثنين أو
ثلاية منها في بطولة واحدة، لكن ما بالك من أنه باليورو الحالي فمنتخب واحد
مثل الفريق الإسباني يمتلك بصفوفه فقط أربع اساطير من الحجم التاريخي هم
إنييستا، تشافي، سيلفا وكاسياس، كما أن المانيا تمتلك أوزيل، نوير(الذي على
الرغم من صغر عمره إلا أن الكثيرين بدؤوا يضعوه بمرتبة أساطير حراسة
المرمى) وشفاينستايجر، ضف إلى ذلك تواجد المايسترو بيرلو الذي يقدم الأداء
الأفصل بالبطولة وزميله بالفريق الإيطالي الحالرس الأسطوري الكبير جدأً
جيانلويجي بوفون.

كما أن المنتخب الهولندي ورغم خروجه المبكر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]إلا
أن الجميع يدرك قيمة لاعبيه الكبيرة من روبين، شنايدر وفان بيرسي، وحتى
الإنجليز لديهم روني والسويد دخلت البطولة بأفضل لاعب بتاريخها وهو زلاتان إبراهاموفيتش،
وأخيراً وليس آخراً فلا يمكن نسيان تواجد نجم بحجم وقيمة كريستيانو
رونالدو التاريخية فالدون هو الوحيد الذي يقارنه النقاد حالياً بميسي الذي
يقارن بدوره ببيليه ومارادونا، ومن هنا يمكن للقارئ أن يدرك قيمة كريستيانو
رونالدو التاريخية الكبيرة، وكخلاصة نهائية فبطولة تضم أكثر من 10 أسماء تاريخية وأسطورية هي بالطبع بطولة من العيار الثقيل والثقيل جداً.

البطولة وعدت...ووفت:

على الرغم من قوة المنتخبات وقيمة الأسماء [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]المشاركة
بالنسخة الحالية من اليورو، إلا أن لا شيء كان يستطيع أن يضمن نجاح
البطولة، فلا أحد يمكنه ضمان عدم حصول المفاجآت المبكرة أو غياب المستوى عن
بعض الأسماء الكبيرة، لكن وبهذا اليورو فكل شيء سار بشكلٍ جيد على الصعيد
الفردي والجماعي، فعلى صعيد المنتخبات وبإستثناء الأداء الهزيل والمفاجئة
الكبرى بخروج هولندا من الدور الأول فجميع الفرق الباقية قدمت المتوقع منها
وحتى أكثر(حتى روسيا ورغم خروجها من دوري المجموعات إلا أنها ظهرت بشكلٍ
جيد)، وبنظرة إلى الأدوار المتقدمة من البطولة فجميع الفرق
الكبرى(باستثناء هولندا طبعاً) استطاعت بلوغ دور الربع نهائي، والفرق
الاربع التي كوَنت المربع الذهبي للبطولة كانت هي وبشهادة الجميع الأقوى
بالبطولة.

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]وبطريقها للأدوار المتقدمة فهذه المنتخبات الكبرى أمتعت
العالم بمباريات من الطراز الكبير وبين أعتى القوى الكروية العالمية أذكر
منها مواجهة إيطاليا واسبانيا في الدور الأول، ومواجهة إنجلترا والسويد
الرائعة والمشوقة لأقصى الحدود حيث قلب الإنجليز الطاولة بعد تأخرهم بنتيجة
2-1 ليفوزوا بنتيجة 3-2، كما لا يمكن نسيان التشويق الكبير بمباراة
إنجليترا وإيطاليا والأداء العالي بالنصف النهائي بين الالمان والطليان
أيضاً، وحتى مباراة كرواتيا واسبانيا بختام الدور الأول كانت حماسية لأقصى
الحدود وكاد فيها الكروات على إقصاء حاملي اللقب لولا تدخلات كاسياس
الحاسمة.

كما أن البطولة لم تبخل بالأهداف الرائعة والتي ستخلد بأذهان متابعي الكرة لفترة طويلة،
فمن هدف ويلبيك الرائع بكعب قدمه في مرمى السويد، إلى هدف خضيرة المميز
أمام اليونان، وسيلفا وتلاعبه الرهيب بالمدافعين قبل تسجيله بمرمى إيرلندا،
وبالوتيلي وتسديته الاكروباتية بمرمى شاي جيفين ومؤخراً هدف المهاجم
الإيطالي الأسمر الثاني الذي قضى به على نوير وألمانيا، وعلى رأس هذه الأهداف المميزة يأتي هدف زلاتان الثاني الرائع جداً والتاريخي أمام فرنسا.

فمن
الأهداف الجميلة إلى المستوى العالي للأفراد والمنتخبات المشاركة لا يمكن
القول إلا أن اليورو الحالي هو من البطولة العالمية الأقوى منذ مدة
وبانتظار ختامها الأحد بالنهائي الكبير بين الطليا والإسبان لا يمكن إلا أن
نكون ممتنين لجميع النجوم والمدربين الذين أمتعونا بيرور من الطراز الكبير
والكبير جداً،